بشارة مرقس Gospel of Mark Translation with Bishop Boulos Najeeb Khalaf Gospel of Mark Painstakingly copied by Ibrahim Khalaf for you to see this marvelous work. Ibrahim also believes there is a work of the “book of David” out there that we would love to see!
بشارة مرقس
ترجمة المطران بولس أبي عضل والقس نجيب خلف
حوالي العام 1920
تم نقل بشارة مرقس من المخطوطة الأصلية وطبعها على الكومبيوتر كما هي أدناه بيد القس غسان خلف في 1-8-2004
The Gospel of Mark
Translated from Greek by Rev Najib Khalaf and Bishop Boulos Abi Adhal in 1920
Written into computer from the original text by Ghassan Khalaf in 2004
الفصل الاول
1 بدء البشرى بيسوع المسيح ابن الله 2 على حسب ما قد كتب في الانبياء: ها إني ارسل ملاكي امام وجهك ذلك الذي يهيء طريقك قدامك، 3 صوتا صارخا في البرية أعدّوا الطريق للرب؛ قوّموا السبل اليه. 4 كان يوحنا يعمد في البرية وينادي بمعمودية التوبة للصفح عن الخطايا؛
5 وطفق جميع بلاد اليهودية والأورشليميين يتواردون عليه، وكانوا يعتمدون [جميعا] في نهر الاردن على يده معترفين بخطاياهم.
6 وكان يوحنا يلبس وبر الجمال ومنطقة من جلد على حقويه، وكان يأكل الجراد وعسل البر،7وكان يجهر في القول انه يأتي، الذي هو اقوى مني، بعدي، ذاك الذي لست جديرا ان انحني فاحل شِمْع نعليه: 8 اما انا فقد عمدتكم في الماء، واما هو فسيعمدكم بالروح القدس.
9 وكان في تلك الايام انه جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد على يد يوحنا في الاردن،
10 وللوقت فيما هو صاعد من الماء اذ رأى ان قد انفرجت السموات، والروح مثل حمامة ينزل عليه،11 وان صوتا ورد من السموات (قائلا): انت هو ابني الحبيب الذي به سررت. 12 وللحال الروح اياه اخرج الى البرية؛ 13 وكان هناك في البرية اياما اربعين يجربه الشيطان وكان مع الوحوش، والملائكة كانت تخدمه.
14 وبعد ان اُسلِم يوحنا (الى السجن)، جاء يسوع الى الجليل ينادي بالبشارة بملكوت الله،
15 ويقول ان قدبلغ الأوان،وقد اقترب جلال الله الملكي فتوبوا وآمنوا بالبشارة.
16 واذ كان يمشي بجانب بحر الجليل رأى شمعون والأندر اخاه يلقيان شَرَكَة في البحيرة، وقد كانا صيادين.17 فقال لهما يسوع: هلمّ اتبعاني، فأجعلكما صيادي ناس؛ 18 فللحال تركا الشباك؛ واتّبعاه.
19 واذ أبعد [من هناك] قليلا رأى يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه وقد كانا ايضا في السفينة يسوّيان الشباك 20 وللوقت دعاهما، فتركا اباهما زبدي في السفينة مع الأجراء واتبعاه.
21 ودخلوا كفرناحوم. وللحال في السبت دخل المجمع فطفق يعلم.22 فكانوا يبهتون من تعليمه، لانه كان يعلمهم كذي سلطان ليس ككتبتهم.23 وكان في مجمعهم انسان اعتراه روح نجس، فصرخ24 قائلا: [مالنا ولك]يا يسوع الناصري! هل جئت لتهلكنا؟ انا اعلمك من انت، قدوس الله.25 فانتهره يسوع قائلا: اخرس واخرج منه! 26 فمزقه الروح النجس وصرخ بصوت عظيم وخرج منه؛ 27 فدهشوا كلهم متسائلين فيما بينهم، قائلين:أي تعليم جديد هذا وأي سلطان حتى انه الارواح النجسة يأمر، فيطعنه! 28 فخرجتسمعته للحال في كل بلاد الجليل.
29 وللوقت اذ خرجوا من الجمع جاؤوا الى بيت شمعون والأندر مع يعقوب ويوحنا. 30 فكانت حماة شمعون مضجعة محمومة؛ فللحال قالوا له في شأنها.31 فتقدم وانهضها ممسكا بيدها، فتركتها الحمى [في الحال]وطفقت تخدمهم.
32 واذ بلغ المساء عند غروب الشمس جاؤوه بكل من كان بهم علة ومن اعترتهم ارواح سوء؛ 33والمدينة كلها كانت متجمعة على الباب؛ 34 فشفى كثيرا مصابين بأمراض مختلفة وكثيرا ارواح سوء اخرج، ولم يدع ارواح السوء ان يتكلموا بانهم علموه.
35 وفي الغلس باكرا جدا قام وخرج [ومضى] الى مكان قفر. وهناك كان يصلي؛ 36 فتتبّعه شمعون والذين معه، 37 ولمّا وجدوه قالوا له:إن الجميع يطلبونك.38 فقال لهم: لنذهبنّ الى القرى المجاورة بحيث اني هناك ايضا أبثّ الدعوة، لاني لهذا خرجت.39 واقبل يعظ في مجامعهم وفي كل الجليل، وأرواح السوء يخرج.
40 فجاء اليه ابرص يتضرع اليه [ويخر له] قائلا له: اذا شئت تستطيع ان تطهرني.41 امّا يسوع فتحنن عليه ومد يده ولمسه، وقال له: اشاء فاطهر! 42و[اذ قال ذلك] للحال ذهب عنه برصه وطهر.43 فانتهره وأطلقه للحال،44 وقال له: حذار! لا تقل لاحد شيئا بل اذهب ونفسك اعرض على الكاهن وقدم عن طهرك ما امر به موسى حجة عليهم. 45 واذ خرج طفق ينادي كثيرا ويذيع الخبر، حتى لم يعد ممكنا له دخول مدينة ظاهرا، ولكنه في الخارج في أمكنة قفر كان، وكانوا يقبلون اليه من كل صوب.
الفصل الثاني
1 وأيضا دخل كفرناحوم لبضعة ايام فسمع انه في البيت؛2 و[للحال] اجتمع جمهور حتى انه لم يبق متسع ولا في العرصة قدام الباب فانبرى يخاطبهم بالكلمة.3 وجاؤوا اليه بمخلّع، يحمله اربعة، 4 واذ لم يستطيعوا ان يدنوا [ به] منه لسبب الجمع، كشفوا السقف حيث كان، واذ فختوا السقيفة دلّوا السرير الذي عليه كان المخلع مضطجعا. 5واذ رأى يسوع ايمانهم قال للمخلع: يا بني! لقد صُفح لك عن خطاياك! 6 وكان بعض من الكتبة هناك قعودا يفكرون في قلوبهم:ما بال هذا بمثل هذه التجديفات يتكلم؟7 من يستطيع ان يصفح عن الخطايا الا واحد الله؟ 8 فللحال اذ ادرك يسوع في روحه بانهم [على هذا الوجه] يفكرون في انفسهم قال لهم: ما بالكم بهذه تفكرون في قلوبكم؟ 9أيّ ايسر ان يقال للمخلع: صُفح لك عن خطاياك، ام ان يقال: قم واحمل سريرك وامش؟ 10 ولكن ذلك لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يصفح عن الخطايا- فقال للمخلع:11 لك اقول قم واحمل سريرك، واذهب الى بيتك. 12فنهض للحال وحمل السرير وخرج قدام الجميع، حتى دهشوا جميعهم ومجدوا الله قائلين: مثل هذا قط ما رأينا!
13 وخرج ايضا الى جانب البحيرة وكل الجمع كان يقبل اليه، فكان يعلمهم 14وبينما هو عابر اذ رأى لاوي بن حلفى قاعدا الى مجلس جباية المكس، فقال له: اتبعني فقام وتبعه.15 وحدث بينما كان جالسا الى المائدة في بيته وكثير من جباة وخطأة كانوا متكئين مع يسوع وتلامذته؛ وقد كانوا كثرا، وكانوا قد اتّبعوه؛16أن الكتبة والفريسيين رأوا انه يؤاكل الجباة والخطأة فجعلوا يقولون لتلامذته [ما باله] يؤاكل الجباة والخطأة[ويشاربهم].17 واذ سمع يسوع قال لهم: لا حاجة للأصحّاء الى طبيب بل لمن بهم سؤ، ما جئت لأدعو الابرار بل الخطأة الى التوبة.
18 وكان تلامذة يوحنا و(تلامذة) الفريسيين صياما؛ فجاؤوا وقالوا: لماذا تلامذة يوحنا وتلامذة الفريسيين يصومون واما تلامذتك فلا يصومون؟ 19 فقال لهم يسوع: ألا هل يمكن بنو الخدربينما العروس معهم ان يصوموا؟ ما دام معهم العروس فليس لهم ان يصوموا.20 لكن ستأتي ايام حين يرفع عنهم العروس فحينئذ يصومون في تلك الايام. 21 فلا احد برقعة ثوب أشوك يرقع رداء باليا، وإلا جذب الجديد العتيق فتفاقم الخرق.22 ولا احد يضع خمرا جديدا في زقاق عتاق، والا فتبزّل الخمر الجديد الزقاق، فالخمر تهراق والزقاق تتلف، بل في زقاق جدد يجب ان توضع.23 وحدث انه كان مجتازا في السبت بين الزروع، فأخذ تلامذته في طريقهم يقطفون السنابل. 24 فالفريسيون قالوا: انظر! ماذا يعملون في السبت ما لا يحل!25 فقال لهم:أقط لمّا تقرأوا ماذا فعل داود لمّا احتاج وجاع هو ومن كانوا معه؟26[كيف] انه دخل بيت الله ايام كان ابياثار رئيس الكهنة وخبز التقدمة اكل، الذي لم يحل اكله الا للكهنة، بل اعطى الذين معه ايضا. 27 وكان يقول لهم:انمّا السبت من اجل الانسان قد جعل، وليس الانسان من أجل السبت، 28فرب السبت ايضا ابن الانسان.
الفصل الثالث
1 ودخل ايضا المجمع، وكان هناك انسان اشل اليد،2 فكانوا يراقبونه هل في السبت يشفيه، لكي يشكوه. 3 فقال هو للانسان الاشل اليد: قم في الوسط! 4 وقال لهم: اصنع الخير يحل في السبت ام صنع الشر؟ تخليص نفس ام اهلاكها؟ اما هم فظلوا ساكتين. 5 فأجال بصره فيهم ناظرا اليهمشزرا آسفاعلى قساوة قلوبهم، وقال للانسان: ابسط يدك! فبسطها فاستوت يده كالاخرى.
6 فخرج الفريسيون للحال وائتمروا والهيروديين عليه كيف يغتالونه.
7 اما يسوع فانصرف هو وتلامذته الى البحيرة هم وجمّ غفير من الجليليتبعه،ومن اليهودية
8ومن اورشليم ومن ادومية وعبر الاردن وجمّ غفير مما حوالي صور وصيداء، اذ سمعوا بكل ما كان يعمل اقبلوا اليه. 9 فأمر تلامذته ان يلزمه زورق، وذلك لسبب الجمع لكي لا يزحموه10 لان كثيرا شفاهم حتى ان كل من بهم ادواء كانوا يتهافتون عليه ليلمسوه،11 والارواح النجسة أيّان كانت تشاهده كانت تخرّ له سجودا وتصرخ قائلة: انما انت هو ابن الله! 12 وكثيرا كان ينتهرهمألا يظهروه إياه.
13 ثم صعد الجبل ودعا اليه الذين اختارهم هو فجاءوا اليه.19وجعل اثني عشر لكي يكونوا معه ولكي يرسلهم لبث الدعوة،15 وليكون لهم سلطان على [
بشارة مرقس
ترجمة المطران بولس أبي عضل والقس نجيب خلف
حوالي العام 1920
تم نقل بشارة مرقس من المخطوطة الأصلية وطبعها على الكومبيوتر كما هي أدناه بيد القس غسان خلف في 1-8-2004
The Gospel of Mark
Translated from Greek by Rev Najib Khalaf and Bishop Boulos Abi Adhal in 1920
Written into computer from the original text by Ghassan Khalaf in 2004
الفصل الاول
1 بدء البشرى بيسوع المسيح ابن الله 2 على حسب ما قد كتب في الانبياء: ها إني ارسل ملاكي امام وجهك ذلك الذي يهيء طريقك قدامك، 3 صوتا صارخا في البرية أعدّوا الطريق للرب؛ قوّموا السبل اليه. 4 كان يوحنا يعمد في البرية وينادي بمعمودية التوبة للصفح عن الخطايا؛
5 وطفق جميع بلاد اليهودية والأورشليميين يتواردون عليه، وكانوا يعتمدون [جميعا] في نهر الاردن على يده معترفين بخطاياهم.
6 وكان يوحنا يلبس وبر الجمال ومنطقة من جلد على حقويه، وكان يأكل الجراد وعسل البر، 7 وكان يجهر في القول انه يأتي، الذي هو اقوى مني، بعدي، ذاك الذي لست جديرا ان انحني فاحل شِمْع نعليه: 8 اما انا فقد عمدتكم في الماء، واما هو فسيعمدكم بالروح القدس.
9 وكان في تلك الايام انه جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد على يد يوحنا في الاردن،
10 وللوقت فيما هو صاعد من الماء اذ رأى ان قد انفرجت السموات، والروح مثل حمامة ينزل عليه، 11 وان صوتا ورد من السموات (قائلا): انت هو ابني الحبيب الذي به سررت. 12 وللحال الروح اياه اخرج الى البرية؛ 13 وكان هناك في البرية اياما اربعين يجربه الشيطان وكان مع الوحوش، والملائكة كانت تخدمه.
14 وبعد ان اُسلِم يوحنا (الى السجن)، جاء يسوع الى الجليل ينادي بالبشارة بملكوت الله،
15 ويقول ان قد بلغ الأوان، وقد اقترب جلال الله الملكي فتوبوا وآمنوا بالبشارة.
16 واذ كان يمشي بجانب بحر الجليل رأى شمعون والأندر اخاه يلقيان شَرَكَة في البحيرة، وقد كانا صيادين. 17 فقال لهما يسوع: هلمّ اتبعاني، فأجعلكما صيادي ناس؛ 18 فللحال تركا الشباك؛ واتّبعاه.
19 واذ أبعد [من هناك] قليلا رأى يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه وقد كانا ايضا في السفينة يسوّيان الشباك 20 وللوقت دعاهما، فتركا اباهما زبدي في السفينة مع الأجراء واتبعاه.
21 ودخلوا كفرناحوم. وللحال في السبت دخل المجمع فطفق يعلم. 22 فكانوا يبهتون من تعليمه، لانه كان يعلمهم كذي سلطان ليس ككتبتهم. 23 وكان في مجمعهم انسان اعتراه روح نجس، فصرخ 24 قائلا: [ما لنا ولك] يا يسوع الناصري! هل جئت لتهلكنا؟ انا اعلمك من انت، قدوس الله. 25 فانتهره يسوع قائلا: اخرس واخرج منه! 26 فمزقه الروح النجس وصرخ بصوت عظيم وخرج منه؛ 27 فدهشوا كلهم متسائلين فيما بينهم، قائلين: أي تعليم جديد هذا وأي سلطان حتى انه الارواح النجسة يأمر، فيطعنه! 28 فخرجت سمعته للحال في كل بلاد الجليل.
29 وللوقت اذ خرجوا من الجمع جاؤوا الى بيت شمعون والأندر مع يعقوب ويوحنا. 30 فكانت حماة شمعون مضجعة محمومة؛ فللحال قالوا له في شأنها. 31 فتقدم وانهضها ممسكا بيدها، فتركتها الحمى [في الحال] وطفقت تخدمهم.
32 واذ بلغ المساء عند غروب الشمس جاؤوه بكل من كان بهم علة ومن اعترتهم ارواح سوء؛ 33 والمدينة كلها كانت متجمعة على الباب؛ 34 فشفى كثيرا مصابين بأمراض مختلفة وكثيرا ارواح سوء اخرج، ولم يدع ارواح السوء ان يتكلموا بانهم علموه.
35 وفي الغلس باكرا جدا قام وخرج [ومضى] الى مكان قفر. وهناك كان يصلي؛ 36 فتتبّعه شمعون والذين معه، 37 ولمّا وجدوه قالوا له: إن الجميع يطلبونك. 38 فقال لهم: لنذهبنّ الى القرى المجاورة بحيث اني هناك ايضا أبثّ الدعوة، لاني لهذا خرجت. 39 واقبل يعظ في مجامعهم وفي كل الجليل، وأرواح السوء يخرج.
40 فجاء اليه ابرص يتضرع اليه [ويخر له] قائلا له: اذا شئت تستطيع ان تطهرني. 41 امّا يسوع فتحنن عليه ومد يده ولمسه، وقال له: اشاء فاطهر! 42 و[اذ قال ذلك] للحال ذهب عنه برصه وطهر. 43 فانتهره وأطلقه للحال، 44 وقال له: حذار! لا تقل لاحد شيئا بل اذهب ونفسك اعرض على الكاهن وقدم عن طهرك ما امر به موسى حجة عليهم. 45 واذ خرج طفق ينادي كثيرا ويذيع الخبر، حتى لم يعد ممكنا له دخول مدينة ظاهرا، ولكنه في الخارج في أمكنة قفر كان، وكانوا يقبلون اليه من كل صوب.
الفصل الثاني
1 وأيضا دخل كفرناحوم لبضعة ايام فسمع انه في البيت؛ 2 و[للحال] اجتمع جمهور حتى انه لم يبق متسع ولا في العرصة قدام الباب فانبرى يخاطبهم بالكلمة. 3 وجاؤوا اليه بمخلّع، يحمله اربعة، 4 واذ لم يستطيعوا ان يدنوا [ به] منه لسبب الجمع، كشفوا السقف حيث كان، واذ فختوا السقيفة دلّوا السرير الذي عليه كان المخلع مضطجعا. 5 واذ رأى يسوع ايمانهم قال للمخلع: يا بني! لقد صُفح لك عن خطاياك! 6 وكان بعض من الكتبة هناك قعودا يفكرون في قلوبهم: ما بال هذا بمثل هذه التجديفات يتكلم؟ 7 من يستطيع ان يصفح عن الخطايا الا واحد الله؟ 8 فللحال اذ ادرك يسوع في روحه بانهم [على هذا الوجه] يفكرون في انفسهم قال لهم: ما بالكم بهذه تفكرون في قلوبكم؟ 9 أيّ ايسر ان يقال للمخلع: صُفح لك عن خطاياك، ام ان يقال: قم واحمل سريرك وامش؟ 10 ولكن ذلك لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يصفح عن الخطايا- فقال للمخلع: 11 لك اقول قم واحمل سريرك، واذهب الى بيتك. 12 فنهض للحال وحمل السرير وخرج قدام الجميع، حتى دهشوا جميعهم ومجدوا الله قائلين: مثل هذا قط ما رأينا!
13 وخرج ايضا الى جانب البحيرة وكل الجمع كان يقبل اليه، فكان يعلمهم 14 وبينما هو عابر اذ رأى لاوي بن حلفى قاعدا الى مجلس جباية المكس، فقال له: اتبعني فقام وتبعه. 15 وحدث بينما كان جالسا الى المائدة في بيته وكثير من جباة وخطأة كانوا متكئين مع يسوع وتلامذته؛ وقد كانوا كثرا، وكانوا قد اتّبعوه؛ 16 أن الكتبة والفريسيين رأوا انه يؤاكل الجباة والخطأة فجعلوا يقولون لتلامذته [ما باله] يؤاكل الجباة والخطأة [ويشاربهم]. 17 واذ سمع يسوع قال لهم: لا حاجة للأصحّاء الى طبيب بل لمن بهم سؤ، ما جئت لأدعو الابرار بل الخطأة الى التوبة.
18 وكان تلامذة يوحنا و(تلامذة) الفريسيين صياما؛ فجاؤوا وقالوا: لماذا تلامذة يوحنا وتلامذة الفريسيين يصومون واما تلامذتك فلا يصومون؟ 19 فقال لهم يسوع: ألا هل يمكن بنو الخدر بينما العروس معهم ان يصوموا؟ ما دام معهم العروس فليس لهم ان يصوموا. 20 لكن ستأتي ايام حين يرفع عنهم العروس فحينئذ يصومون في تلك الايام. 21 فلا احد برقعة ثوب أشوك يرقع رداء باليا، وإلا جذب الجديد العتيق فتفاقم الخرق. 22 ولا احد يضع خمرا جديدا في زقاق عتاق، والا فتبزّل الخمر الجديد الزقاق، فالخمر تهراق والزقاق تتلف، بل في زقاق جدد يجب ان توضع. 23 وحدث انه كان مجتازا في السبت بين الزروع، فأخذ تلامذته في طريقهم يقطفون السنابل. 24 فالفريسيون قالوا: انظر! ماذا يعملون في السبت ما لا يحل! 25 فقال لهم: أقط لمّا تقرأوا ماذا فعل داود لمّا احتاج وجاع هو ومن كانوا معه؟ 26 [كيف] انه دخل بيت الله ايام كان ابياثار رئيس الكهنة وخبز التقدمة اكل، الذي لم يحل اكله الا للكهنة، بل اعطى الذين معه ايضا. 27 وكان يقول لهم: انمّا السبت من اجل الانسان قد جعل، وليس الانسان من أجل السبت، 28 فرب السبت ايضا ابن الانسان.
الفصل الثالث
1 ودخل ايضا المجمع، وكان هناك انسان اشل اليد، 2 فكانوا يراقبونه هل في السبت يشفيه، لكي يشكوه. 3 فقال هو للانسان الاشل اليد: قم في الوسط! 4 وقال لهم: اصنع الخير يحل في السبت ام صنع الشر؟ تخليص نفس ام اهلاكها؟ اما هم فظلوا ساكتين. 5 فأجال بصره فيهم ناظرا اليهم شزرا آسفا على قساوة قلوبهم، وقال للانسان: ابسط يدك! فبسطها فاستوت يده كالاخرى.
6 فخرج الفريسيون للحال وائتمروا والهيروديين عليه كيف يغتالونه.
7 اما يسوع فانصرف هو وتلامذته الى البحيرة هم وجمّ غفير من الجليل يتبعه، ومن اليهودية
8 ومن اورشليم ومن ادومية وعبر الاردن وجمّ غفير مما حوالي صور وصيداء، اذ سمعوا بكل ما كان يعمل اقبلوا اليه. 9 فأمر تلامذته ان يلزمه زورق، وذلك لسبب الجمع لكي لا يزحموه 10 لان كثيرا شفاهم حتى ان كل من بهم ادواء كانوا يتهافتون عليه ليلمسوه، 11 والارواح النجسة أيّان كانت تشاهده كانت تخرّ له سجودا وتصرخ قائلة: انما انت هو ابن الله! 12 وكثيرا كان ينتهرهم ألا يظهروه إياه.
13 ثم صعد الجبل ودعا اليه الذين اختارهم هو فجاءوا اليه. 19 وجعل اثني عشر لكي يكونوا معه ولكي يرسلهم لبث الدعوة، 15 وليكون لهم سلطان على [شفاء الامراض و] اخراج ارواح السوء. 16 ولقب شمعونَ بطرسَ – الصفا – 17 ولقّب يعقوبَ بن زبدي ويوحنا اخا يعقوب بنيّرَغَش أي ابني الرعد؛ 18 والأندر وفيليبس وابن طلما ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى والثدي وشمعون القانويّ 19 ويهوذا أسكريوط وهو ايضا الذي اسلمه. 20 وجاءوا الى بيت؛ فالتأم ايضا جمع حتى لم يتسنى لهم فرصة للأكل.
21 واذ سمع ذووه خرجوا ليضبطوه، لانهم كانوا يقولون انه قد اختل.
22 والكتبة الذين من اورشليم نزلوا. كانوا يقولون ان فيه بعلزبول؛ وانه برئيس ارواح السوء يخرج أرواح السوء. 23 فاستدعاهم وبأمثال كان يخاطبهم: كيف يستطيع شيطان ان يخرج شيطانا، 24 فاذا مملكته على نفسها انقسمت فهل يمكن ان تثبت المملكة تلك؟ 25 واذا البيت على نفسه انقسم، فهل يمكن ان يثبت البيت ذاك؟ 26 واذا الشيطان على نفسه قام منقسما، فهل يستطيع ان يثبت؟ ولكنه يضمحل. 27 ليس احد يستطيع ان يدخل بيت القوي ونهب امتعته اذا هو، اول كل امر، لم يربط القوي، فينهب بيته اذ ذاك. 28 حقا اقول لكم انه عن جميع الخطايا يصفح لبني البشر وعن التجديفات التي يجدفونها؛ 29 واما من جدّف على الروح القدس فليس له صفح الى الدهر ولكن يقضى عليه قضاء مؤبّدا؛ 30 لانهم كانوا يقولون: انما فيه روح نجس.
31 فجاء حينئذ اخوته وأمه ووقفوا في الخارج وارسلوا اليه يستدعونه، وقد كان قاعدا جمعٌ حوله، فقالوا له: ها إن امك واخوتك في الخارج يطلبونك! 33 فاجابهم وقال: من؟ أأمي؟ واخوتي؟ 34 فأجال بصره في القعود حوله وقال: هاكم امي واخوتي! 35 فان من يصنع مشيئة الله فان هذا اخي واختي وامي.
الفصل الرابع
1 وايضا طفق يعلم عند البحيرة؛ فاجتمع اليه جمع كثير حتى انه ركب السفينة في البحيرة واستوى عليها وكل الجمع بجانب البحيرة على البر. 2 فكان يعلمهم بامثال كثيرا.
وجعل يقول لهم في تعليمه، 3 استمعوا! ها انه قد خرج الزارع ليبذر؛ 4 فحدث بينما هو يزرع ان بعضا سقط على الطريق، فجاءت طير السماء والتهمته. 5 وآخر سقط على المصخر من الارض، غير ذي الثرى الكثير، فللوقت طلع اذ لم يكن له عمق تربة؛ فلما شرقت الشمس لفح واذ لم يكن له اصل يبس. 7 وآخر سقط بين الشوك، فطلع الشوك وخنقه. وآخر سقط في الجيد من الارض، فطلع ونمى وآتى ثمرا؛ فآتى بعض ثلاثين ضعفا وبعض ستين وبعض مئة.
9 وكان يقول لهم: من له اذنان للسمع فليستمع. 10 ولما كان وحده سأله الذين حوله مع الاثني عشر في شأن المثل،
11 فقال لهم: امّا انتم فقد اعطيتم ان تعرفوا سرائر ملكوت الله واما اولئك فبأمثال كل ذلك يكون، 12 بحيث انهم وهم مبصرون لا يبصرون ولا يرون، وهم سامعون يسمعون ولا يعقلون لئلا يرجعوا فيصفح لهم [عن خطاياهم].
13 وقال لهم: اما تعلمون المثل هذا؟ اذا كيف سائر امثالي تعرفون؟ 14 انما الزارع يبذر الكلمة؛ 15 فهؤلاء انما هم المزروع في الأرض عند الطريق، فانهم اذا سمعوا الكلمة لا يلبث الشيطان ان يأتي وينتزع الكلمة المزروعة في قلوبهم. 16 وهؤلاء انما سقطوا في المصخر من الأرض المزروعة، فإنهم حين يسمعون الكلمة للوقت بفرح يقبلونها؛ 17 اما وليس لهم اصل في انفسهم ولكنهم الى هنيهة، فإنهم اذا حدث ضغطة او اضطهاد لسبب الكلمة للحال يعثرون. 18 وهؤلاء انما هم الذين سقطوا في الشائك من الأرض المزروعة، الذين الكلمة يسمعون، 19 وهموم هذه الدنيا وغرور الغنى وشهوات سائر الاشياء تدخل فيهم فتخنق الكلمة فلا تعطي ثمرا. 20 وهؤلاء يمثلون الجيد من الأرض المزروعة، الذين يستمعون الى الكلمة ويقبلونها ويؤتون ثمرا: واحد ثلاثين ضعفا وواحد ستين وواحد مئة.
21 وكان يقول لهم: هل ترى السراج ليوضع تحت المدّ او تحت السرير؟ أليس ليوضع على المسرجة؟ 22 لان ليس شيء مخفى إلا ليعلن؛ ولا كان مكتوم إلا ليبرز الى النور. 23 من له اذنان للسمع فليستمع.
24 وقال لهم: اعتبروا بما تسمعون! بالكيل الذي تكيلون تكالون وتزادون [ايها السامعون]؛
25 فان من له يعط، ومن ليس له، فحتى ما عنده يؤخذ منه.
26 كان يقول لهم: مثل ملكوت الله مثل انسان يلقي البزر على الارض ، 27 وينام ليلا ويقوم نهارا وهو لا يعلم كيف يفرخ الزرع ويستطيل، 28 لانها من تلقائها الارض تثمر بادئ من أذنة ثم سنبلة ثم قمحا مدركا في السنبلة. 29 ومتى أذن الثمر، فللوقت يرسل المنجل لانه قد أحصد الحصاد.
30 ثم طفق يقول: بم نشبه ملكوت الله، او بأي مثال نمثله؟ 31 انه مثل حبة الخردل، فانها حينما تبذر في الارض فهي – مع انها اصغر الزروع التي على الارض جميعا – 32 اذا بذرت وطلعت صارت اكبر البقول جميعا ونشرت اغصانا عظيمة، حتى انه يمكن ان تستظل بها طيور السماء. 33 وبكثير من امثال كهذه كان يخاطبهم بالكلمة على قدر ما استطاعوا ان يعوا سمعا. 34 وبغير مثل لم يكن يخاطبهم، وعلى حدة، لخاصة تلامذته، كان يحلها جميعا.
35 وقال لهم، في ذلك اليوم اذ بلغ المساء: لنجتز الى العبر. 36 فغادروا الجمع فأخذوه معهم بينما كان في السفينة، وزوارق أخر كانت معه. 37 وحدث عاصف ريح عظيم، وكانت الامواج تلطم السفينة حتى صارت تمتلئ. 38 وكان هو في مؤخر السفينة على وسادة نائما. فايقظوه وقالوا له: يا معلم! اما تبالي أنّا نهلك؟ 39 فنهض وزجر الريح، وقال للبحيرة: اصمتي! ابكمي! فهدأت الريح وصار سكون عظيم. 40 وقال لهم: ما بالكم خائرين بهذا المقدار؟ فما اقل ايمانكم؟ 41 فخافوا خوفا عظيما؛ وكانوا يقولون بعضهم لبعض: فمن ترى هذا؟ فان الريح والبحر تطيعانه!
الفصل الخامس
1 ووافوا الى عبر البحيرة الى بلاد الجدريين. 2 واذ خرج هو من السفينة التقاه من الأضرحة انسان اعتراه روح نجس، 3 كان مسكنه في الأضرحة ولم يكن احد ولا بالسلاسل يستطيع ان يقيده، 4 لانه كثير مرار باصفاد وسلاسل كان يقيد، فكان يقطع السلاسل، والاصفاد يحطم، فما قوي احد ان يقمعه. 5 وما برح ليلَ نهارَ في الجبال وفي المقابر يصرخ ويجرّح نفسه بالحجارة.
6 فاذ رأى يسوع من بعيد جرى وخرّ له سجودا؛ 7 وصرخ بصوت جهير وقال: مالي ولك، يا يسوع ابن الله الأعلى! استحلفك بالله ان لا تعذبني! 8 لانه كان على اهبة القول له: اخرج ايها الروح النجس من الانسان؛9 وقد سأله قائلا: ما اسمك؟ فاجاب قائلا: لجيون – جوقة – اسمي فإنّا كثير؛ 10 وتضرع اليه شديد التضرع ان لا يرسلها الى خارج تلك البلاد. وكان هناك عند الجبال قطيع خنازير عظيم؛ ترعى. 12 فتضرعت اليه [كل اولئك ارواح السوء] قائلة: ارسلنا الى الخنازير، فندخل فيها؛ 13 فاذن لها للوقت يسوع. فخرجت الارواح النجسة فدخلت في الخنازير؛ فاندفع القطيع من على الجرف الى البحيرة [وكان نحو الفين] وغرق في البحيرة.
14وأمّا الذين كانوا يرعون الخنازير فهربوا واخبروا في المدينة وفي الحقول، فخرجوا ليروا ما الحادث. 15 وجاؤوا الى يسوع فشاهدوا الذي به أرواح السوء قاعدا ولابسا وصحيح العقل، ذلك الذي كانت الجوقة قد اعترته، فتهيبوا. 16 فقص عليهم الذين رأوا كيف جرى للذي اعتري بأرواح السو وفي شأن الخنازير. 17 فاخذوا يتضرعون اليه ان يرحل عن تخومهم.
18 واذ ركب السفينة تضرع اليه الذي كانت فيه ارواح السوء في يكون معه. 19 اما يسوع فلم يدعه ولكن قال له: اذهب الى بيتك الى ذويك واخبرهم بمقدار ما صنع الرب لك ورحمك.
20 فمضى وطفق ينادي في عشر المدن اي صُنع صَنَع له يسوع؛ والجميع كانوا يتعجبون.
21 واذ جاز يسوع في السفينة ايضا الى العبر اجتمع جمع كثير اليه. وبينما كان بجانب البحيرة،
22 اذ جاء واحد من رؤساء المجمع اسمه يايير فاذ رآه خرّ سجودا على قدميه. 23 وكان يتضرع اليه شديد التضرع قائلا: ان بنيّتي في نزع الموت! فتعال وضع عليها يديك، فتخلص من دائها وتحيا؛ 24 فمضى معه. واتبعه جمع غفير وكانوا يزحمونه.
25 وان امرأة كان بها نزف دم اثنتي عشرة سنة 26 وكثيرا ما قاست من كثير أطباء، وانفقت مالها كله ولم تستفد شيئا؛ ولكنها الى اسوإ حالا كانت تنقلب. 27 اذ سمعت بيسوع، جاءت في الجمع من خلف ولمست رداءه؛ 28 وقد كانت تقول: اذا انا ثيابه فقط لمست خلصت من دائي.
29 فللحال جف ينبوع دمها، وشعرت في جسمها بانها برئت من دائها. 30 وللوقت يسوع اذ شعر في نفسه بالقدرة التي منه خرجت تلفت الى الجمع وقال: من لمس ثيابي؟ 31 فقال له تلامذته: تنظر الجمع يزحمك، وتقول: من لمسني؟ 32 فأجال بصره ليرى التي فعلت هذا.
33 فالمرأة اذ خافت وارتعدت، لعلمها بما حدث لها، اتت وخرت ساجدة وقالت له كل الحق.
34 فقال لها: يا ابنة! ايمانك خلصك: اذهبي بسلام! وكوني صحيحة من دائك.
35 وفيما هو بعد يتكلم اذ اقبلوا من عند رئيس المجمع قائلين: ان ابنتك ماتت! ما بالك بعد تعنت المعلم! 36 اما يسوع فللحال اذ سمع الكلمة المخاطب بها، قال لرئيس المجمع: لا تخف، حسبك ان تؤمن. 37 ولم يدع احدا يتبعه إلا بطرس – الصفا – ويعقوب ويوحنا اخا يعقوب.
38 وجاء الى بيت رئيس المجمع، فألفى ضجيجا، أناسا باكين ومولولين كثرا، 39 فدخل وقال لهم: لماذا تضجون وتبكون؟ الوليدة لم تمت، ولكنها نائمة؛ 40 فضحكوا منه. اما هو فأخرج الجميع واخذ معه ابا الوليدة وامها ومن معه، ودخل حيث كانت الوليدة مضجعة؛ 41 فأمسك بيد الوليدة وقال لها: طاليثا قومي! يعني: يا فتاة – لك اقول – انهضي! 42 وللحال قامت الصبية وكانت تتمشى؛ وقد كانت ابنة اثنتي عشرة سنة، فدهشوا دهشا عظيما؛ 43 فنهاهم شديدا ان يعرف احد البتة هذا، وأمر ان تطعم.
الفصل السادس
1 وخرج من هناك فجاء إلى بلدته، واتبعه تلامذته. 2 ولما كان السبت طفق في المجمع يعلم، والجمهور إذ سمعوا بهتوا، قائلين: من أين لهذا هذه [كلها]؟ وما الحكمة هذه التي أعطيها؟ وأي مقدرات على يديه تجري! 3 أليس هذا النجار؟ ابن مريم، أخا يعقوب ويوسي ويهوذا وشمعون؟ اوليست اخواته ههنا معنا؟ فكانوا يتشككون في شأنه. 4 وكان يقول لهم يسوع: ان لا نبي دون كرامة، إلا في موطنه وبين انسبائه وفي خاصة بيته. 5 ولم يطق هناك ان يعمل اي مقدرة كانت، الا انه على قليل اعلاء وضع يديه فشفاهم. 6 وكان يتعجب من عدم ايمانهم. واقبل يجول في القرى مطوّفا يعلم.
7 واستدعى الاثني عشر وجعل يرسلهم اثنين اثنين، واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة.
8 وأوصاهم ألا يحملوا شيئا البتة للطريق إلا عصا فقط: لا جرابا ولا خبزا ولا دراهم في المنطقة؛ 9 وان يحتذوا بمداس، وألا ان يكون لهم لباسا حلتان. 10 وجعل يقول لهم: حيثما دخلتم في بيت، اقيموا حتى تخرجوا من هناك؛ 11 وكل من لا يرحب بكم ولا يستمع لكم فحين تنطلقون من عنده انفضوا الغبار الذي تحت اقدامكم، حجة عليهم. [حقا اقول لكم: ان سدوم وعمورة ستكونان اقل عناء في يوم الدين من المدينة تلك]. 12 فخرجوا وكانوا يدعون للتوبة، 13 وكثير ارواح سوء اخرجوا، وكانوا يدهنون بزيت كثير أعلاء فيشفون.
14 وسمع هيرودس الملك به وقد اشتهر اسمه؛ فكان يقال: ان يوحنا ذاك الذي كان يعمد انما من بين الاموات قام، من اجل هذا تجرى المقدرات فيه. 15 وآخرون كانوا يقولون: انه الياس، وآخرون كانوا يقولون: انه نبي كأحد الانبياء! 16 فلما سمع هيرودس كان يقول: ان يوحنا الذي انا قطعت رأسه، انما هذا! قام من بين الاموات.
17 فان هذا هيرودس كان قد ارسل وقبض على يوحنا وحبسه موثقا اياه من اجل هيرودية امرأة فيلبس اخيه، لانه بها كان قد تزوج. 18 وكان يوحنا يقول لهيرودس: انه لا يحل لك ان تتخذ امراة اخيك. 19 اما هيرودية فكانت حاقدة عليه، وهي ترغب في قتله، فلم تقدر؛ 20 لان هيرودس كان يهاب يوحنا، عالما اياه رجلا بارا وقديسا، وكان يرعي عليه؛ وكان يستمع له وكثيرا ما كان يعمل باقواله ويرتاح لسماعه.
21 فلما ناهز يوم ملائم لها عندما هيرودس صنع في حفاوات عيد مولده عشاء لعظمائه ولقواد الالوف ولقدمى الجليل، 22 دخلت ابنة هيرودية هذه ورقصت فاعجبت هيرودس ومؤاكليه. فقال الملك للصبية: سليني ما شئت فاعطيك؛ 23 واقسم لها أن “كل ما اياي تسألين اعطيك، حتى نصف مملكتي.” 24 فهي اذ خرجت قالت لأمها: ماذا اسأله؟ فقالت: رأس يوحنا المعمّد.
25 فاسرعت للوقت في الدخول على الملك وسألته قائلة: أشاء ان تعطني على الفور في طبق رأس يوحنا المعمّد؟” 26 فاكتنفه الحزن. ولكنه لم يشأ ان يرفضها من اجل اقسامه ومن اجل مؤاكليه. 27 وللوقت ارسل الملك سيّافا آمرا بأن يؤتى برأسه. 28 فمضى وقطع رأسه في الحبس واتى برأسه على طبق ودفعه للصبيّة، والصبيّة دفعته الى امها. 29 واذ سمع تلامذته جاؤوا ورفعوا جثمانه ووضعوه في ضريح.
30 ثم اجتمع الرسل الى يسوع، وخبّروه بكل شيء، كل ما عملوا وكل ما علموا، 31 فقال لهم: هلمّ أنتم على انفراد الى مكان قفر، واستريحوا قليلا. وقد كان الواردون والآيبون كثيرا، حتى انهم ولا للأكل كانوا يجدون فرصة. 32 وذهبوا في السفينة الى مكان قفر على انفراد؛ 33 وقد رآهم الجموع ذاهبين فعلمه كثير، وانهم مشاة من كل المدن تماروا الى ذلك الموضع، وسبقوهم فاجتمعوا اليه. 34 وخرج فرأى جمعا غفيرا فتحنن عليهم لانهم كانوا كخراف لا راعي لها، وطفق يعلمهم كثيرا. 35 واذ طال الوقت دنا اليه تلامذته قائلين: إنه قفر المكان والساعة قد فاتت؛ 36 اصرفهم فيمضوا الى الضياع والقرى حوالينا فيشتروا لانفسهم خبزا، فانهم ليس عندهم ما يأكلون. 37 فأجاب وقال لهم: اطعموهم. فقالوا له: هل ننطلق فنشتري بمئتي دينار خبزا فنطعمهم؟ 38 اما هو فقال لهم: “كم خبزة عندكم؟ اذهبوا وانظروا. ولما تحققوا قالوا: خمسة وسمكتان. 39 فأمرهم ان يجلسوا الجميع فرقا فرقا على العشب الاخضر. 40 وقعدوا صفا صفا مئة مئة وخمسين خمسين. 41 فأخذ الخبزات والسمكتين ورفع نظره الى السماء، وبارك وكسّر الخبز، وطفق يعطي تلامذته لكي يقدموها اليهم، والسمكتين قسّم بينهم جميعا. 42 فأكلوا جميعا وشبعوا. 43 ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة، ومن السمك. 44 وكان الآكلون خمسة آلاف رجل.
45 وللوقت الزم تلامذته ان يركبوا السفينة، ويسبقوه الى العبر الى بيت صيدا، الى ان يصرف هو الجمع. 46 وبعدما ودّعهم، مضى الى الجبل ليصلي. 47 واذ بلغ المساء كانت السفينة في وسط البحيرة، وهو وحده على البر. 48 فرآهم معيين بجذف، وقد كانت الريح مضادة لهم. ونحو المحرس الرابع من الليل اقبل اليهم ماشيا على البحيرة، وكان يشاء ان يجوز بهم. 49 امّا هم فلما رأوه ماشيا على البحيرة ظنّوه روحا، فصرخوا، 50 مع أنهم جميعا اياه رأوا واضطربوا. فللوقت خاطبهم، وقال لهم: انشطوا! انا هو لا تخافوا. 51 وطلع اليهم الى السفينة فسكنت الريح. ولشد ما كانت دهشتهم في انفسهم فكانوا يتعجبون. 52 لانهم لم يكونوا قد ادركوا امر الخبز، لانه كان قلبهم قاسيا.
53 وجازوا فجاءوا نحو ارض جناشر، فأرسوا. 54 واذ خرجوا من السفينة، عرفوه. 55 فطوّفوا في كل البلاد المحيطة تلك، واخذوا يحملون على الفرش المصابين بسوء الى كل موضع كانوا يسمعون انه فيه. 56 وحيثما كان يدخل القرى او المدن او الضياع ففي الأسواق كانوا يضعون المرضى، ويتضرعون اليه ان يلمسوا ولو هدب ردائه، وكل من لمسه خلص من دائه.
الفصل السابع
1 واجتمع اليه الفريسيون وبعض الكتبة قادمين من اورشليم. 2 وإذ رأوا بعض تلامذته، انهم بأيد نجسة اي غير مغسولة يأكلون، خطّأوهم. 3 لأن الفريسيين وكل اليهود، دون ان يغسلوا ايديهم الى المرافق لا يأكلون، متمسكين بسنة المشيخة؛ 4 وما يتسوقون من السوق ان لم يغمسوه لا يأكلوه. وإنّ امورا أخر كثرا كانوا قد تسلموها للتمسك بها من غمس كؤوس وجرار وآنية نحاس [ومتكآت]. 5 فسأله الفريسيون والكتبة: لماذا تلامذتك لا يتمشون على حسب سنّة المشيخة ولكنهم بأيد نجسة يأكلون؟ 6 فأجاب قائلا لهم: إنه بالصواب تنبّأ اشعياء عنكم انتم المرائين، كما قد كتب: هذا الشعب بشفتيه ايّاي يكرم، واما قلبهم فبعيدا يبعد منّي، 7 وإنهم باطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم: وصايا ناس؛ 8 لانكم تركتم وصية الله فتتمسّكون بسنّة الناس [من غمس جرار وكؤوس ومماثلات أخر شبه هذه كثيرا تفعلون]. 9 وكان يقول لهم: أصواب ان ترفضوا وصية الله، لتحافظوا على سنّتكم انتم! 10 فإن موسى قال: اكرم اباك وامك، ومن يسبّ أبا او أمّا موتا فليمت. 11 امّا انتم فتقولون: اذا قال انسان لأبيه او لأمه ان ما كان يمكن ان تستفيده منّي إنمّا هو تقدمة. 12 فليس بعد تدعونه يصنع معروفا البتة لأبيه ولا لأمه، 13 مبطّلين
كلمة الله بسنّتكم التي استننتم بها؛ ومماثلات لهذه كثيرا تفعلون!
14 ثم دعا إليه كل الجمع فأخذ يقول لهم استمعوا اليّ جميعا! واعقلوا! 15 أن لا شيء من خارج الانسان داخلا فيه يمكن ان ينجسه؛ ولكن الصادرات عن الانسان تلك انما هي المنجسات له. [ 16 ان كان لاحد اذنان للسمع فليستمع.] 17 ولما دخل البيت منفردا عن الجمع أخذ تلامذته يسألونه عن المثل؛ 18 فقال لهم: اكذلكم انتم ايضا بلداء الفهم؟ الا تدركون ان كل ما من الخارج يدخل الانسان لا يمكن ان ينجسه؛ 19 لانه لا يدخل في قلبه، بل في جوفه – والى الخلاء يخرج؛ وذلك يجعل كل الاطعمة طاهرة. 20 ثم اخذ يقول: ان الصادر عن الانسان انما ذاك ينجس الانسان؛ 21 فإنه من الداخل عن قلب الناس افكار السوء تصدر. (انواع) الفجور والزنى والقتل والسرقة والطمع والخبث والغش والعهر وعين السوء 22 والتجديف والكبرياء والجهل. 23 كل هذه الشرور عن الداخل تصدر وتنجس الانسان.
24 ومن هناك قام فمضى الى تخوم صور وصيدا ودخل بيتا. لم يكن يشاء ان احدا يعرف غير انه لم يمكنه ان يختفي. 25 فانه لما سمعت امرأة به وقد كان في ابنتها روح نجس، جاءت اليه وخرت ساجدة عند قدميه. 26 وقد كانت امرأة يونانية، سورية فينيقية جنسا، فكانت تسأله ان يخرج روح السوء من ابنتها. 27 فيسوع قال لها: دعي بادئ بدء البنين يشبعون؛ لانه ليس صوابا ان يؤخذ خبز الأولاد ويلقى للكليبات؛ 28 فأجابت وقالت له: بلى يا سيّد! غير ان الكليبات ايضا (ما) تحت المائدة تأكل من فتاتات الاولاد. 29 فقال لها: من اجل هذه الكلمة، اذهبي، فقد خرج روح السوء من ابنتك. 30 فمضت الى بيتها فوجدت روح السوء قد خرج والابنة مضطجعة على فراشها.
31 ثم انه لما خرج من تخوم صور وصيدا جاء الى بحيرة الجليل مجتازا بين تخوم المدن العشر. 32 فجاؤوه بأصمّ أعقد، وتضرعوا اليه في ان يضع عليه يده. 33 فنحّاه عن الجمع ووضع انامله في أذني ذاك وتفل فلمس لسانه؛ 34 ورفع نظره الى السماء وتنفس الصعداء وقال له: إتفتح! اي انفتح! 35 وللوقت انفتح مسمعاه وانحلت عقدة لسانه، وطفق يتكلم صحيحا.
36 فنهاهم عن ان يقولوا لأحد. وكلما كان ينهيهم كانوا يزدادون مناداة به 37 وكثيرا جدا كانوا يبهتون، قائلين: حسنا كل شيء صنع، فإنه الصم جعلهم يسمعون والخرس جعلهم يتكلمون.
الفصل الثامن
1 ثم في تلك الايام اذ تكاثر الجمع جدا ولم يكن عندهم ما يأكلون استدعى تلامذته وقال لهم:
2 إني اشفق على الجمع لانهم لهم الآن ثلاثة ايام يمكثون معي وليس عندهم ما يأكلون؛ 3 واذا
صرفتهم صياما الى سكنهم خاروا في الطريق، وان بعضهم من بعيد جاؤوا. 4 فأجابه تلامذته: من اين يستطيع احد هنا إشباع هؤلاء خبزا في القفر؟ 5 فسألهم: كم عندكم من خبزة؟ فقالوا: سبع. 6 فأوعز الى الجمع ان يقعدوا على الارض. فأخذ سبع الخبزات فشكر وكسرها وكان يعطي تلامذته لكي يقدموها؛ فقدّموا للجمع. 7 وكان عندهم بضع سميكات؛ فباركها وأمر بأن تقدّم هذه ايضا لهم. 8 فأكلوا وشبعوا ورفعوا فضلات الكسر سبع سلال. 9 وكان الآكلون نحو اربعة آلاف، فصرفهم.
10 وللوقت اذ ركب السفينة هو وتلامذته جاء الى نواحي دلمانوثة. 11 فخرج الفريسيون وطفقوا يحاورونه سائليه آية من السماء ليجرّبوه. 12 فتنهد في روحه وقال: ما بال الجيل هذا آية يتطلب؟ حقا اقول: لن يعطى الجيل هذا آية. 13 واذ تركهم ركب ايضا السفينة، ومضى الى العبر. 14 ونسوا ان يأخذوا خبزا، وغير خبزة واحدة لم يكن معهم في السفينة. 15 واخذ يوصيهم قائلا: حذار! تحرزوا من خمير الفريسيين ومن خمير هيرودس! 16 فأخذوا يتناجون قائلين ان لا خبز عندنا. 17 فعرف يسوع فقال لهم: ما بالكم تتناجون في ان لا خبز عندكم؟ ألم تدركوا بعد ولم تعقلوا؟ أحتى الآن مقسّى قلبكم؟ 18 ألكم عيون ولا تبصرون ولكم آذان ولا تسمعون؟ 19 أولا تذكرون حين خمس الخبزات كسرت لخمسة الآلاف، كم قفة مملوءة كسرا رفعتم؟ قالوا له: اثنتي عشرة. 20 وحين السبع للأربعة الآلاف، كم سلا مملوءا كسرا رفعتم؟ فقالوا سبعة. 21 فأخذ يقول: اذا كيف لا تعقلون!
22 وجاء الى بيت صيدا فجاؤوه بأعمى، وتضرعوا اليه في ان يمسّه. 23 فأخذ بيد الاعمى، وخرج به الى خارج القرية، وتفل في عينيه، ووضع يديه عليه وسأله هل تبصر شيئا؟
24 فتطلع وقال: أبصر الناس شجرا وهم يمشون. 25 ثم انه ايضا وضع يديه على عينيه، وجعله
يتطلع فعاد صحيحا وتبصّر كل شيء جليّا. 26 فأرسله الى بيته، قائلا: القرية لا تدخل، ولا تقل شيئا لأحد في القرية.
27 ثم خرج يسوع وتلامذته الى قرى قيصرية فيلبس. وفي الطريق كان يسأل تلامذته قائلا لهم: أيّا يقول الناس أنا؟ 28 فأجابوا: يوحنا المعمِّد وآخرون الياس وآخرون احد الأنبياء. 29 أمّا هو فقال لهم: وانتم أيّا تقولون أنا؟ فأجاب بطرس– الصفا – وقال له: انما انت المسيح. 30 فانتهرهم لكي لا يقولوا لأحد شيئا في شأنه.
31 وابتدأ يعلمهم أنه لا بدّ لإبن الانسان من انه كثيرا ما يقاسي وان يرذله المشايخ ورؤساء الكهنة والكتبة وأن يقتل؛ وإنه لثلاثة ايام يقوم. 32 وصريحا بهذا الامر كان يخاطبهم. فأخذه بطرس– الصفا – اليه وجعل ينهنهه. 33 اما هو فالتفت ونظر الى تلامذته وانتهر بطرس– الصفا – قائلا: متخلفا عني! يا شيطان! لانك لا تفكر في ما لله بل في ما للناس.
34 ودعا اليه الجمع وتلامذته وقال لهم: اذا احد شاء ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليب نفسه ويقف أثري. 35 فأي من شاء ان يكون لنفسه مخلصا فليُضعْها، وامّا من يضع نفسه من اجلي ومن اجل البشارة، فإن هذا يخلصها. 36 فانه ماذا يفيد الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ 37 او ماذا يعطي الانسان فدىً عن نفسه إياه. 38 فان من يستحي بي وبكلامي في الجيل هذا الفاجر والخاطئ فابن الانسان ايضا سيستحي به متى قدم في مجد ابيه، مع الملائكة القديسين.
الفصل التاسع
1 وكان يقول لهم: حقا اقول لكم: إن قوما من القيام ههنا لن يذوقوا الموت حتى يروا ملكوت الله قد أقبل بقدرة.
2 وبعد ايام ستة اخذ معه يسوع بطرس – الصفا – ويعقوب ويوحنا وشخص بهم الى جبل عال على انفراد وحدهم، وتجلّى قدامهم. 3 وثيابه صارت تتلألأ بيضاء جدا كالثلج حتى ان مثلها لا يستطيع قصّار على الارض ان يبيّض. 4 وتراءى لهم الياس مع موسى، وكانا يتكلمان ويسوع. 5 فجهر بطرس – الصفا – بالقول ليسوع: يا ربِّيُّ! انه حسن إنّا ههنا نكون، فلنصنع ثلاث خيام، لك واحدة ولموسى واحدة ولالياس واحدة؛ 6 وقد كان لا يعلم ما يتكلم به؛ فانهم كانوا مرتعبين. 7 فصارت غمامة تظللهم وجاء صوت من الغمامة قائلا إنما هذا هو ابني الحبيب، له استمعوا. 8 وبغتة تطلعوا حولهم فلم يروا أحدا إلا يسوع وحده معهم. 9 وبينما هم هابطون من الجبل نهاهم عن ان يخبروا احدا البتة بما رأوا، إلا عندما ابن الانسان من بين الاموات يقوم.
10 فالكلمة أسرّوها لانفسهم متسائلين: ما ترى يعني القيام من بين الاموات. 11 فطفقوا يسألونه قائلين: لماذا يقول الكتبة ان الياس لا بد من ان يأتي بادئ بدء؟ 12 فاجاب وقال لهم: ان الياس يجيء بادئ بدء فيرد الجميع، وان كيف قد كتب على ابن الانسان انه كثيرا ما يجب ان يقاسي ويرذل؛ 13 بل اني اقول لكم: ان الياس قد جاء وقد عملوا به ايضا كل ما شاءوا على حسب ما قد كتب عليه.
14 ثم اقبل الى التلامذة فرأى جمعا غفيرا حولهم، وكتبة يحاورونهم. 15 وللوقت كل الجمع إذ رآه هبّ سعيا اليه وطفقوا يحيونه. 16 فسأل الكتبة: بماذا تحاورونهم؟ 17 فأجابه واحد من الجمع وقال: يا معلم! قد جئت بابني اليك اعتراه روح اخرس، 18 وحيثما يدركه يصرعه فيزبد ويحرق بأسنانه ويتقحّل؛ وقلت لتلامذتك ان يخرجوه، فلم يقووا عليه. 19 فجهر لهم بالقول: ايها الجيل غير المؤمن! الى متى معكم اكون؟ وحتى متى احتملكم؟ ايتوني به. 20 فأتوا به اليه. واذ رآه الروح، نفضه فخر صريعا على الارض وصار يتمرغ مزبدا. 21 فسأل اباه: مذ كم من الزمان هذا اصابه؟ فقال منذ كان صبيا صغيرا، 22وكثيرا ما في النار القاه وفي المياه، ليهلكه؛ ولكن ان كنت شيئا تستطيع فأعنّا، مشفقا علينا. 23 أما يسوع فقال له: ان كنت تستطيع ان تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن. 24 فللوقت صرخ ابو الوليد بدموع وقال: إني أؤمن! يا سيد، فاعن قلة ايماني. 25 ولما رأى يسوع انه يتراكض الجمع انتهر الروح النجس قائلا له: ايها الروح الاخرس الاصم! انا اياك آمر: أن اخرج منه، ولا تدخل فيه من بعد. 26 فصرخ شديدا نفضه وخرج؛ فصار مثل ميت، حتى ان الجمهور قالوا: انه مات! 27 اما يسوع فامسكه بيده وانهضه، فقام. 28 ودخل هو البيت، فتلامذته سألوه على انفراد: ما بالنا نحن لم نستطع ان نخرجه؟
29 فقال لهم: هذا الجنس ليس بشيء يمكن ان يخرج إلا بالصلاة [والصوم].
30 ومن ثم خرجوا، فاجتازوا بالجليل؛ وما كان يشاء ان احدا يعرف. 31 لانه كان يعلّم تلامذته ويقول لهم: ان ابن الانسان يُسلم الى ايدي اناس فيقتلونه، ومتى قتل ففي اليوم الثالث يقوم.
32 اما هم فكانوا يجهلون مغزى قوله وكانوا يهابون ان يسألوه.
33 وجاء الى كفرناحوم، واذ دخل في البيت اخذ يسألهم: بماذا في الطريق كنتم تتحاورون؟
34 اما هم فسكتوا؛ لانهم تباحثوا في الطريق، أيّهم اعظم. 35 فقعد واستدعى الاثني عشر، وقال لهم: اذا احد شاء ان يكون الاول فليكن آخر الجمع وخادم الجمع. 36 ثم اخذ ولدا واقامه في وسطهم، واحتضنه وقال لهم: 37 ايّ من احد الولدان امثال هذا يقبل باسمي، فإياي يقبل؛ وايّ من اياي يتقبل، فليس اياي يتقبل، ولكن الذي ارسلني.
38 وجهر له يوحنا بالقول: يا معلم! رأينا واحدا باسمك يخرج ارواح السوء، وهو ليس يتبعنا، فصددناه لانه ليس يتّبعنا. 39 اما يسوع فقال لهم: لا تصدوه! لانه لا احد يصنع قدرة باسمي، ويطيق سريعا ان يقول فيّ سوءا؛ 40 لأن من ليس علينا فإنما هو معنا. 41 لان من يسقيكم كاس ماء باسمي بكونكم للمسيح، فحقا اقول لكم: انه ابدا لا يعدم اجره. 42 واي من اعثر احد الصغار المؤمنين بي، فانما هو خير له لو طوّق بحجر الرحى الكبير عنقه وقذف به في البحر.
43 وان اغوتك يدك، فاقطعها؛ وانما هو خير لك انك وانت أقطع تدخل الحياة من ان يكون لك يداك وتمضي الى جهنم، الى النار التي لا تطفأ؛ 44 [[حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ]].
45 واذا رجلك اعثرتك، فاقطعها؛ وانما هو خير لك انك وانت اعرج ان تدخل الحياة من انه تكون لك رجلاك وتلقى في جهنم، في النار التي لا تطفأ؛ 46 [[حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ]]. 47 واذا عينك فتنتك، فاقلعها؛ انما هو خير لك انك وانت ذو عين واحدة تدخل في ملكوت الله من ان تكون ذا عينين وتطرح في جهنم [النار]. 48 حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ. 49 وان كلا بالنار يملح، [وكل ذبيحة بملح تملح]. 50 فما أصلح الملح؛ ولكن اذا الملح دون ملوحة صار، فبماذا اياه تصلحون؟ ليكن لكم في انفسكم ملح، وصافوا بعضكم بعضا.
الفصل العاشر
1 ومن هناك قام وجاء الى تخوم اليهودية عبر الاردن، وتجمع ايضا جموع اليه، وعلى حسب ما اعتاد كان ايضا يعلمهم. 2 فدنا منه الفريسيون وسألوه مجربينه: هل يحل للرجل تطليق امرأته؟ 3 فأجاب وقال لهم: بماذا اياكم اوصى موسى؟ 4 فقالوا: موسى اذن له في كتابة كتاب طلاق فيطلقها. 5 فاجاب يسوع وقال لهم: انه بالنظر الى قساوة قلبكم كتب لكم الوصية هذه؛
6 بيد انه مذ بدء الخليقة ذكرا وانثى خلقهم الله؛ 7 من اجل هذا يترك المرء اباه وامه ويلزم امرأته، 8 ويصير الاثنان جسدا واحدا؛ فما هما بعد اثنان ولكن جسد واحد. 9 فما الله قرنه فلا ينبغي من انسان ان يفرّقه. 10 وفي البيت ايضا تلامذته في شأن هذا سألوه؛ 11 فقال لهم: اي من يطلق امرأته ويتزوج بأخرى يفجر عليها، 12 واذا امراة طلقت رجلها وتزوجت بآخر فانها تفجر.
13 وكانوا يقدمون اليه ولدانا لكي يلمسهم، فالتلامذة طفقوا ينتهرون [مقدميهم]. 14 فاذ رأى يسوع ذلك استاء ممتعضا وقال لهم: دعوا الولدان يأتون اليّ، ولا تصدّوهم، فإنّ لمثلهم ملكوت الله. 15 حقا اقول لكم: ايّ من لا يقبل ملكوت الله مثل وليد فأبداً لن يدخل فيه. 16 فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم.
17 وبينما كان ذاهبا في طريقه اذ جرى اليه واحد وركع امامه وجعل يسأله: يا معلما صالحا! ماذا اعمل لأرث الحياة المؤبّدة؟ 18 فيسوع قال له: لماذا لي تقول صالحا؟ ليس واحد صالحا الا واحد – الله. 19 الوصايا تعلم: لا تفجر، لا تقتل ولا تسرق؛ لا تشهد بالزور [لا تهتضم حقا] اكرم اباك وامك. 20 فأجاب وقال له: يا معلم! هذه جميعا حفظت منذ حداثتي. 21 امّا يسوع فحدّق به، فاحبه، وقال له: امر واحد اياك يُعوز؛ اذهب وكل ما لك بع واعط المساكين، فيكون لك كنز في السماء؛ وهلمَّ كن تابعا لي [حاملا الصليب].
22 امّا هو فكَمِدَ بسبب الكلمة ومضى حزينا، لانه كان له ثروة طائلة. 23 فأجال يسوع بصره وقال لتلامذته: ما اعسر ان يدخل ذوو الاموال في ملكوت الله. 24 فالتلامذة دهشوا لكلامه. اما يسوع فأيضا جهر بالقول لهم: يا بنيّ! ما أعسر دخول المتكلين على الاموال في ملكوت الله.
25 انه لأيسر ان ينفذ جمل من خرْب الابرة من ان يدخل غني في ملكوت الله. 26 فبهتوا اشد البهت قائلين لانفسهم: فمن يمكنه ان يخلص؟ 27 فحدّق بهم يسوع وقال: عند الناس غير ممكن لكن ليس عند الله، لأن كل شيء مستطاع لله. 28 فجعل بطرس – الصفا – يقول له: ها إنّا قد تركنا كُلاً واتبعناك! 29 فاجابه يسوع وقال: حقا اقول لكم: ما احد يترك بيتا ولا اخوة ولا اخوات ولا أمًّا ولا أبا [ولا امرأة] ولا اولادا ولا حقولا من اجلي ومن أجل البشارة 30 إلا ينال مئة ضعف، الآن في الوقت هذا: بيوتا واخوة واخوات وامهات واولادا وحقولا، ولكن مع اضطهادات، وفي الدهر المقبل حياة ابدية. 31 فإن كثيرا اوّلين يصيرون آخرين، وآخرين اوّلين. 32 وكانوا في طريقهم شاخصين الى اورشليم، وكان يسوع يتقدمهم، وكانوا مبهوتين؛ وكانوا يتبعونه وهم خائفون. فأخذ ايضا الاثني عشر وجعل لهم يقول ما اوشك ان يعرض له: 33 ها إنّا شاخصون الى اورشليم، وابن الانسان يُسلّم الى رؤساء الكهنة والى الكتبة، فيقضون عليه بالموت، ويسلمونه الى الامم؛ 34 فيسخرون به ويجلدونه ويبزقون عليه، ويقتلونه؛ وفي اليوم الثالث يقوم.
35 ودنا اليه يعقوب ويوحنا، إبنا زبَدي، قائلين: يا معلم! نرغب اليك ان مهما سألنا تصنع لنا.
36 اما هو فقال لهما: ماذا ترغبان في ان اصنع لكما؟ 37 فقالا له: خوّلنا ان يجلس واحد منّا عن ميامنك، وواحد عن مياسرك في مجدك. 38 اما يسوع فقال لهما: لستما تعلمان ما تسألان؟ هل تستطيعان ان تشربا الكاس التي انا اشرب والصبغة التي انا اصطبغ ان تصطبغا؟ 39 فقالا له: إنّا نستطيع. فيسوع قال لهما: امّا الكأس التي انا اشرب فستشربان، والصبغة التي سأصطبغ انا ستصطبغان؛ 40 وامّا الإجلاس عن ميامني وعن مياسري فليس لي ان امنحه، الا لمن قد أعدّ لهم. 41 فلما سمع العشرة طفقوا يبدون استياءهم من يعقوب ويوحنا. 42 فيسوع دعاهم اليه وقال لهم: تعلمون ان الذين يخطر لهم ان يرئسوا الامم يسودونهم، وعظماؤهم يتسلطون عليهم؛
43 فمثل هذا لا يكن بينكم؛ بل من شاء ان يصير عظيما فيكم، فليكن لكم خادما، 44 ومن شاء منكم ان يصير أوّلكم، فليكن لكلٍّ عبدا؛ 45 لانه حتى ابن الانسان ما جاء ليُخدَم، ولكن ليَخْدِم، ويبذل ذات نفسه في سبيل الجمهور.
46 وجاؤا الى اريحا. وبينا كان خارجا من اريحا هو وتلامذته وجمع غفير، اذا برطيماء ابن طيماء الأعمى جالس بجانب الطريق يتسوّل. 47 فلما سمع انه انما هو يسوع الناصري طفق يصرخ ويقول: يا ابن داود، يسوع، ارحمني! 48 وكان كثير ينتهرونه ليسكت؛ ولكنه كان يزداد صراخا: يا ابن داود! ارحمني. 49 فوقف يسوع وقال: فليُدعَ! فدعوا الاعمى قائلين له: انشط! قم! انه يدعوك. 50 فرمى رداءه وقام وجاء الى يسوع. 51 فأجاب وقال له يسوع: ماذا ترغب في ان اصنع لك؟ فالأعمى قال له: يا ربانيَّ ان اعود بصيرا. 52 فيسوع قال له: اذهب! ايمانك قد خلصك من دائك. وللحال عاد بصيرا وكان يتَّبع يسوع في طريقه.
الفصل الحادي عشر
1 ولما قربوا من اورشليم بالغين عند بيت فاجي وبيت عنيا على طور الزيتون ارسل اثنين من تلامذته، 2 وقال لهما: اذهبا الى القرية التي هي مقابلكما، وللوقت بينا انتما داخلاها تجدان جحشا مربوطا، اياه لم يركب احد من الناس: حلاه وقوداه. 3 واذا احد قال لكما: لماذا تفعلان هذا؟ فقولا: ان للرب اليه حاجة؛ وللحال اياه يرسل هنا. 4 فمضيا ووجدا الجحش مربوطا عند الباب في الخارج على الشارع، فحلاه. 5 وان بعضا من القيام هناك قالوا لهما: ماذا انتما فاعلان حالين الجحش؟ 6 فقالا لهم كما اوصاهما يسوع، فسمحوا لهما. 7 فقادا الجحش الى يسوع، ووضعا عليه ثيابهما واستوى عليه. 8 وكثير ثيابهم فرشوا في الطريق، 9 وآخرون افنانا، كانوا يهصرون من الاشجار ويفرشون في الطريق، والسابقون واللاحقون كانوا يهتفون قائلين: تحيّة! مبارك الآتي باسم الرب! 10 مبارك الملكوت الآتي باسم الرب ملكوت ابينا داود! 10 تحية في العُلى! 11 ودخل اورشليم يسوع الى دار المقدس، وكان يُجيل بصره في الجميع. ولما امست [الساعة] خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر.
12 وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع؛ 13 فرأى شجرة تين من بعيد عليها ورق فجاء لعله يجد شيئا فيها، فلما اقبل عليها لم يجد فيها إلاّ ورقا؛ لم يكن أوان إدراك التين. 14 فجهر يسوع بالقول لها: لا اكل منك بعد احد ثمرا مدى الدهر؛ وكان تلامذته يسمعون.
15 وجاؤوا الى اورشليم. واذ دخل يسوع دار المقدس اخذ يخرج الباعة والشراة في دار المقدس، وموائد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام قلّبها، 16 ولم يكن يدع احدا يجتاز بمتاع في دار المقدس. 17 وكان يعلم قائلا لهم: اليس مكتوبا “ان بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الامم؟” اما انتم فانكم جاعلوه مغارة لصوص. 18 وسمع الكتبة ورؤساء الكهنة فكانوا يطلبون كيف انهم اياه يغتالون، وانهم كانوا يخافونه لان كل الجمع كان يبهت من تعليمه.
19 وكان اذا بلغ المساء يخرج من المدينة. 20 وفي الصباح اذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من اصولها؛ 21 فتذكر بطرس – الصفا – فقال له: يا رابيُّ! ها ان التينة التي ابْسَلتَها قد يبست. 22 فاجاب يسوع وقال لهم: ليكن لكم ايمان بالله. 23 فاني حقا اقول لكم: ايّ من يقل للجبل هذا ارتفع وارتمِ في البحر، وهو لا يرتاب في قلبه، ولكن يؤمن ان ما يقوله يصير يكن له ما قال. 24 من اجل هذا اقول لكم: كلّ ما انتم سائلون وانتم تصلون آمنوا انكم نائلوه فيكون لكم.
25 ومتى قمتم تصلون فاصفحوا عمّن يكون غريما لكم بشيء فيصفح ابوكم الذي في السموات لكم ايضا عن زلاتكم. 26 [واذا انتم لم تصفحوا فليس ابوكم ذاك الذي في السموات يصفح لكم عن زلاتكم.]
27 ثم جاؤوا ايضا الى اورشليم. وبينا هو في دار المقدس يتمشى اذ اقبل اليه رؤساء الكهنة والكتبة والمشايخ 28 وقالوا له: بأي سلطان هذه الأمور تفعل؟ ومن سلّطك على عملها؟ 29 اما يسوع فأجاب وقال لهم: اسألكم انا ايضا مسئلة واحدة، فأجيبوني عنها، فاقول لكم بأي سلطان هذه الامور افعل: 30 معمودية يوحنا من السماء كانت، ام من الناس؟ اجيبوني! 31 فكانوا يتناجون في انفسهم قائلين: لو قلنا من السماء، لقال فما بالكم لم تصدقوه؟ 32 ولكن ترى هل نقول من الناس؟ فانهم كانوا يخافون من الشعب، لان الجميع كانوا يتخذون يوحنا نبيا حقا.
33 فاجابوا وقالوا ليسوع: إنّا لا نعلم؛ فيسوع اجاب وقال لهم: ولا انا قائل لكم بأي سلطان هذه الاعمال اعمل.
الفصل الثاني عشر
1 وجعل من طريق الامثال يقول لهم: كرما غرس انسان وحوّطه بسور ونقر فيه معصرة، وبنى برجا، ودفعه الى مساقين وسافر. 2 وارسل الى المساقين في الأوان عبدا، ليأخذ من المساقين من غلة الكرم؛ 3 اما هم فأخذوه وجلدوه وارسلوه صفر اليد. 4 وايضا ارسل اليهم عبدا آخر، فذاك ايضا رجموه وشجّوا رأسه وارسلوه مهانا. 5 آخرَ ايضا ارسل، فذاك قتلوه، ثم كثيرا آخرين، فبعضا جلدوا وبعضا قتلوا. 6 ثم اذ كان له ابن واحد حبيب اليه ارسل هذا ايضا اليهم، آخِرا قائلا: انهم يهابون ابني. 7 اما اولئك المساقون فقالوا فيما بينهم: انما هذا الوارث! هلم نقتله، ولنا ستكون تركته. 8 واخذوه فقتلوه وأرموا به الى خارج الكرم. 9 فماذا يفعل صاحب الكرم؟ انه يأتي ويهلك المساقين ويدفع الكرم الى آخرين. 10 اوما قرأتم حتى الكتابة هذه: الحجر الذي رذله البناؤون هذا صار ركن الزاوية! 11 من الرب كان هذا وهو عجيب في عيوننا؟
12 فكانوا يتطلبون القبض عليه لانهم عرفوا انه في شأنهم المثل قال، ولكنهم خافوا من الجمع فغادروه ومضوا. 13 ثم ارسلوا اليه بعضا من الفريسيين والهروديين لعلهم يصطادونه بكلامه. 14 فلما جاؤوه قالوا له: يا معلم! إنّا نعلم انك محق ولا تبالي احدا، فانك لا تحابي ناظرا الى وجه الناس بل بالحق طريق الله تعلم؛ أيحل اداء الجزية الى قيصر ام لا؟ نؤدّي، ام لا نؤدّي؟ 15 اما هو فعلم نفاقهم فقال لهم: لماذا اياي تجربون؟ ايتوني بدينار فأرى. 16 فأتوه به، فقال لهم: صورة من هذه ونقش من؟ فقالوا له: صورة قيصر ونقشه. 17 فأجاب يسوع وقال لهم: أدّوا ما لقيصر الى قيصر وما لله الى الله، فتعجبوا منه.
18 وجاء صدوقيون اليه وهم الذين يقولون ان لا قيامة! وسألوه قائلين: 19 يا معلم! ان موسى كتب لنا: انه اذا مات لأحد أخ وخلف امرأة وعقبا لم يترك، فيأخذ اخوه امرأته، ويقيم نسلا لأخيه. 20 فقد كان سبعة اخوة؛ فالاول اخذ امرأة، ومات ولم يترك نسلا. 21 والثاني اتخذها ومات وهذا ايضا لم يخلف عقبا، والثالث كذلك، 22 فاتخذها السبعة، ولم يخلفوا عقبا؛ وآخرهم جميعا ماتت المرأة ايضا، 23 ففي القيامة حين يقومون لمن منهم ستكون امرأة؟ فان كلاً من سبعتهم اتخذوها امرأة. 24 فاجاب يسوع، وقال لهم: الستم لهذا تضلون انكم لا تعلمون الكتب ولا قدرة الله؟ 25 لانهم حين يقومون من الاموات، لا يتزوجون ولا يتزوجن، بل يكونون كالملائكة في السموات. 26 واما في شأن الاموات انهم يقومون، افلم تقرأوا في كتاب موسى كيف خاطبه الله عند العليقة قائلا: انا اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. 27 فليس اله الاموات، بل اله الاحياء، فانتم اذا كثيرا تضلون.
28 وجاء احد الكتبة فسمعهم يتحاورون، فاذ علم انه حسنا اياهم اجاب، سأله ايّة وصية هي اولى الوصايا جميعا؟ 29 اما يسوع فأجابه: ان اولى الوصايا جميعا، استمع! يا اسرائيل، انما الرب الهنا الرب الواحد؛ 30 فاحبب الرب الهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل ذهنك، ومن كل قوتك. 31 هذه اولى الوصايا. والثانية [شبهها] هي: احب قريبك حبك لنفسك؛ ليس من وصية اخرى اعظم من هاتين. 32 فقال له الكاتب: حسن يا معلم! بالحق قلت، انه واحد الله، ليس احد اعظم منه. 33 و حبّه من كل القلب، ومن كل المعقول ومن كل النفس ومن كل القوة؛ وحب القريب كالنفس، ذلك افضل من جميع المحرقات والذبائح. 34 فيسوع لما رآه انه بتعقل اجاب، قال له: انك لست بعيدا من ملكوت الله! ولا احد بعد اجترأ على سؤاله. 35 ثم جهر يسوع بالقول معلما في دار المقدس: كيف يقول الكتبة ان المسيح انما هو ابن داود؟ 36 فانما داود نفسه قد قال بالروح القدس: قال الرب لربي، اجلس عن ميامني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك؛ 37 اذن فداود نفسه يدعوه ربا، فمن اين يكون ابنه؟ والجمهور يستمع اليه باستلذاذ.
38 وكان يقول لهم في تعليمه: احذروا الكتبة اولئك الراغبين في التخطر بالجلابيب ويهوون التحايا في الاسواق، 39 وفي صدور المقاعد في المجامع واوائل المجالس في المآدب؛ 40 الذين يبتلعون بيوت الارامل، ويحاولون ان يغطوا ذلك باطالة صلواتهم، هؤلاء سينالون قضاء اشد عنفا. 41 وقعد [يسوع] تجاه الخزانة وكان يلاحظ كيف ان الجمع يلقي في الخزانة، واغنياء كثير كانوا يلقون كثيرا. 42 وأقبلت ارملة مسكينة، فالقت فلسين يعني ربعا. 43 فاستدعى تلامذته وقال لهم: حقا اقول لكم، ان الارملة هذه المسكينة قد القت اكثر مما القى كل سائر الذين القوا في الخزانة؛ 44 لانهم جميعا من فضلاتهم ألقوا، اما هذه فمن عوزها كلَّ ما عندها ألقت، كلَّ معيشتها.
الفصل الثالث عشر
1 وبينما كان خارجا من دار المقدس، قال له احد تلامذته: يا معلم! انظر أيّ حجارة هذه وأيّ بُنى هذه؟ 2 فيسوع اجاب وقال له: اتنظر هذا البنى العظيمة؟ انه ابدا لن يترك حجر على حجر غير منقوض. 3 وبينما هو قاعد على سفح طور الزيتون تجاه دار المقدس طفق بطرس – الصفا – ويعقوب ويوحنا والأندر يسألونه على انفراد: 4 قل لنا متى هذه تكون، وما علامة الوقت الذي فيه ازمعت جميع هذه ان تتم؟ 5 اما يسوع فاجابهم وطفق يقول: حذار، لا يضللنّكم احد؛ 6 فان كثيرا سيأتون باسمي، قائلين: انا هو والكثير سيضلون. 7 فمتى سمعتم بحروب وبأنباء حروب فلا تقلقوا، لانه لا بد من ان تصير، لكن ليس بعد المنتهى.
8 فانه ستقوم امة على امة، ومملكة على مملكة. وتكون زلازل في اماكن اماكن، وستكون مجاعات واضطرابات، وانها لاوائل المخاض هذه. 9 فحذار لانفسكم: لانهم سيسلمونكم الى المجالس العُلى وفي المجامع تجلدون، وامام ولاة وملوك ستوقفون من اجلي، حجّة عليهم.
10 ولكل الأمم لا بد من ان ينادى بادئ بدء بالبشارة. 11 ومتى قادوكم ليسلموكم الى الحكم فلا تعنوا من قبل بماذا تتكلمون ولا تهتموا؛ ولكن ما تعطون في تلك الساعة فبهذا تكلموا. لانكم لستم انتم المتكلمين، لكن الروح القدس. 12 وسيسلم الاخ اخاه الى الموت، والاب ولده، وسيقوم الأولاد على والديهم، فيقتلونهم. 13 وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي؛ امّا الذي يتحمل صابرا الى المنتهى فهذا يخلص.
14 فمتى رأيتم “رجس الخراب” [المقول بشأنه بدانيال النبي]، قائما حيث لا ينبغي ان يقوم – وعلى القارئ ان يدرك ذلك – فحينئذ الذين في اليهودية ليهربوا الى الجبال؛ 15 فالذي على السطح، فلا ينزل عنه فيدخل [البيت] ليأخذ شيئا من بيته. 16 والذي في الحقل لا يرتد ليأخذ رداءه. 17 ويا ويح الحوامل والمرضعات، في تلك الايام، 18 فصلوا ألا يكون هربكم في وقت ممطر. 19 لانه ستكون الايام تلك ايام ضغطة لم يكن مثلها منذ بدء الخليقة التي خلق الله الى الآن؛ وابدا لن يكون. 20 ولولا ان الرب قصّر الايام، لم يخلص اي جسد كان؛ لكن من اجل مختاريه الذين اختارهم قد قلص الأيام.
21 وحينئذ اذا احد لكم قال: ههنا المسيح، أو هاكموه هناك! فلا تصدقوا؛ 22 لانه سيقوم مسحاء دجالون وانبياء كذبة ويجترحون آيات ومعجزات، ليضلوا لو امكنهم المختارين ايضا. 23 وامّا انتم فاحذروا: قد سبقت فاخبرتكم بكل شيء.
24 اما في تلك الايام وبعد الضغطة تلك فالشمس تظلم، والقمر لا يرسل ضوءه، 25 ونجوم السماء ستتساقط، والقدرات التي في السموات ستتزعزع؛ 26 وحينئذ سيعاينون ابن الإنسان مقبلا على الغمام بعظيم قدرة ومجد. 27 وحينئذ سيرسل ملائكته ويجمّع مختاريه من اربع الرياح، من افق الارض الى افق السماء.
28 ولكن من شجرة التينة تعلموا المثال: اذا اخضرّ غصنها واطلعت ورقها عرفتم انه قريب القيظ. 29 كذلك انتم ايضا اذا هذه رأيتموها صائرة فاعرفوا انه قريب وقد بلغ الابواب. 30 حقا اقول لكم: انه لن يعبر الجيل هذا حتى تصير كل هذه. السماء والارض ستزولان ولكن كلامي ابدا لن يزول. 32 واما اليوم ذلك والساعة تلك فلا احد يعلم بها، ولا الملائكة الذين في السماء، ولا الابن ، إلاّ الآب.
33 تحذروا، اسهروا، [وصلوا] لانكم لا تعلمون متى الأوان يكون؛ 34 كأنما انسان برح بيته مسافرا فاعطى عبيده السلطان وكل واحد عمله، والبوّابَ اوصاه بالتيقظ. 35 اذاً تيقظوا، لانكم لا تعلمون متى سيّد البيت يأتي، أمساء ام نصف الليل، ام عند صياح الديك، أم صباحا؛ 36 لئلا يقبل عليكم بغتة فيجدكم نياما. 37 والذي لكم اقول، فللجميع اقول، أنْ تيقظوا.
الفصل الرابع عشر
1 وكان الفصح والفطير بعد يومين. فكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقبضون عليه بمكر ويقتلونه؛ 2 فكانوا يقولون: ليس في اثناء العيد لئلا يصير بلبال في الشعب. 3 وبينما هو في بيت عنيا في بيت شمعون الابرص جالسا الى المائدة جاءت امرأة بقارورة طيب ناردين خالص، نفيس؛ ففضت القارورة وافاضته على رأسه. 4 وكان بعض مستائين في انفسهم وقائلين: لماذا اتلاف الطيب هذا؟ 5 لأنه كان يمكن ان هذا يباع باكثر من ثلاثمائة دينار ويمنح للمساكين! وكانوا يؤنبونها. 6 اما يسوع فقال: دعوها، ما بالكم اياها تعنّتون؟ نعم الصنيع قد صنعت بي؛ 7 لأن المساكين دائما معكم ومتى شئتم امكنكم الاحسان اليهم، واما انا فلست دائما عندكم. 8 ما عندها عملت، لقد اسلفت تطييب جسمي للدفن؛ 9 حقا اقول لكم ان حيثما ينادَ بالبشارة هذه في كل العالم يُتحدث ايضا بما صنعته هذه منوها بذكرها.
10 ثم ان يهوذا اسكريوط احد الاثني عشر، مضى الى رؤساء الكهنة لكي يسلمه اليهم. 11 فلما سمعوا ذلك فرحوا وواعدوه دراهم يعطونها. وكان يلتمس فرصة مناسبة ليسلمه.
12 وفي اليوم الاول من الفطير، اذ الفصح كان يذبح، قال له تلامذته: اين تشاء ان نمضي فنعد لتأكل الفصح؟ 13 فارسل اثنين من تلامذته وقال لهما: ان انسانا ذاهبا الى المدينة يلتقيكما حاملا جرة ماء فاتبعاه؛ 14 والبيت الذي يدخله قولا لصاحبه: ان المعلم يقول: اين النزل الذي فيه يمكن ان آكل الفصح مع تلامذتي؟ 15 فيريكما علية كبيرة مفروشة معدة؛ هناك اعدّا لنا. 16 فخرج تلميذاه وأتيا المدينة، فوجدا كما قد قال لهما، وأعدّا الفصح.
17وإذ بلغ المساء جاء مع الاثني عشر. 18 وبينما هم على المائدة يأكلون قال يسوع: حقا اقول لكم: ان واحدا من بينكم سيسلمني مؤاكلي. 19 فابتدأوا يحزنون ويقولون له واحد: هل ترى أنا؟ [وآخر هل ترى أنا؟] فاجاب وقال لهم: 20 واحد من الاثني عشر الغامس معي في الصحفة.
21 وان ابن الانسان يذهب كما قد كتب عليه؛ ولكن الويل للانسان ذلك الذي به ابن الانسان يسلم؛ فلقد كان خيرا لذلك الانسان ان لا يكون قد ولد. 22 وبينما كانوا يأكلون، اخذ يسوع خبزة وبارك فكسر واعطاهم فقال: خذوا! كلوا هذا جسمي؛ 23 واخذ الكأس فشكر واعطاهم؛ فشربوا منها كلهم. 24 وقال لهم: هذا دمي دم العهد [الجديد] الذي من اجل الجمهور يهرق. 25 حقا اقول لكم: اني لن اشرب بعد ابدا من نتاج الكرمة، الى اليوم ذلك حينما اياه اشرب طريفا في ملكوت الله.
26 فسبّحوا وخرجوا الى طور الزيتون. 27 فقال لهم يسوع: انكم جميعا ستشكون فيّ الليلة هذه، وانه لقد كتب: “اضرب الراعي فتتبدد الخراف”؛ 28 لكن بعد قيامي انا سأسبقكم الى الجليل.
29 فبطرس – الصفا – قال له: ولو ان الجميع شكوا فما انا بشاكّ. 20 فقال له يسوع: حقا اقول لك: انك اليوم في الليلة هذه؛ قبل ان يصيح مرتين الديك، ثلاثا تجحدني. 31 اما هو فتمادى مشدّدا بقوله: ولو كان لا بد لي من ان اموت معك فاني ابداً بك لن اكفر؛ ومثل ذلك ايضا سائرهم كانوا يقولون.
32 وجاؤوا الى ضيعة اسمها الجسيمانة، فقال لتلامذته: اقيموا هنا، الى ان اصلي. 33 ثم اخذ بطرس – الصفا – ويعقوب ويوحنا معه وطفق يقلق ويتفجّع؛ 34 فقال لهم: انها لمكتنفة بالحزن نفسي حتى الموت: فابقوا هنا واسهروا. 35 وأبعد قليلا فخر على الارض، وكان يصلي حتى اذا كان ممكنا ان تجوز عنه الساعة؛ 36 وكان يقول: أبّا! – أيها الآب! – كل الامور مستطاعة لك: اجز هذه الكأس عني؛ لكن لا على حسبما انا أشاء بل على حسبما انت تشاء. 37 ثم جاء فوجدهم نياما فقال لبطرس – الصفا –: يا شمعون! أنائم انت! اما قويت ساعة واحدة ان تسهر؟ 38 تيقظوا وصلوا ألاّ تستسلموا الى تجربة؛ امّا الروح فنشط، واما الجسد فخائر. 39 وايضا مضى وصلى قائلا الكلام عينه، 40 ورجع فوجدهم ايضا نياما – لان اعينهم كانت مثقلة – ولم يعلموا بماذا اياه يجيبون.
41 وجاء ثالثة فقال لهم: أتنامون حتى الان وتستريحون؟ قد آنت الساعة! ها انه يسلم ابن الانسان الى ايدي الطغاة. 42 هبّوا ننطلق، هوذا مُسَلمي قد اقترب.
43 وللوقت بينما كان يتكلم، اذ اقبل يهوذا احد الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وهراوى [من عند رؤساء الكهنة والكتبة والمشايخ]. 44 وكان قد اعطى مُسَلمُه علامة لهم، قائلا: انما الذي أقبّل هو! اضبطوه وسوقوه بتحفظ. 45 واقبل الوقت فتقدم اليه وقال: يا ربيُّ! ربيُّ! واخذ يقبّله متوددا. 46 وهم قبضوا عليه وضبطوه. 47 ثم ان واحدا من الحضور استل السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه. 48 فجهر يسوع بالقول لهم: كإنما على لص خرجتم بسيوف وهراوى لتقبضوا عليّ. 49 كل يوم كنت معكم في المَقدِس معلما؛ ولكن ذلك إنما هو مصداق للكتب. 50 فتركوه جميعا وهربوا. 51 وواحد شاب كان يتبعه متزرا بملاءة كتان على عريه، فقبض عليه الشبان 52 فترك الملاءة وهرب منهم عريانا. 53 فساقوا يسوع الى رئيس الكهنة فالتأم اليه جميع رؤساء الكهنة والمشيخة والكتبة. 54 وأما بطرس – الصفا – فمن بعيد اتبعه حتى داخل مجلس رئيس الكهنة؛ وكان قاعدا مع الشُرَط يستدفئ عند النار! 55 اما رؤساء الكهنة وكل المجلس الأعلى فكانوا يتطلبون على يسوع شهادة لكي يقتلوه، فما كانوا يجدون. 56 لان كثيرا كانوا يشهدون زورا عليه ولكن لم تجئ شهاداتهم موفقة. 57 وبعض قاموا فشهدوا زورا عليه 58 قائلين: إنّا سمعناه يقول: اني انا سأنقض الهيكل هذا، صنع الأيدي، وفي ثلاثة ايام، آخر غير صنع الأيدي، سأبني. 59 ولا في مثل هذا اتت مُوَفقة شهادتهم. 60 فقام رئيس الكهنة الى الوسط وسأل يسوع، قائلا: أما تجيب بشيء البتة عما هؤلاء عليك يشهدون؟ 61 اما هو فظلّ ساكتا، ولا بشيء كان يجيب. فأيضا رئيس الكهنة كان يسأله، ويقول له: أأنت هو المسيح ابن المبارك؟ 62 فيسوع قال: إنما انا هو، وستعاينون ابن الانسان جالسا عن ميامن القدرة وآتيا بغمام السماء. 63 فرئيس الكهنة شق ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد الى شهود؟ 64 قد سمعتم تجديفه. ماذا يبدو لكم؟ فالجميع قضوا عليه بانه مستوجب للموت. 65 وابتدأ قوم يبزقون عليه، ويغطون وجهه، ويلكمونه، ويقولون له: تنبأ! والشُرَط كانوا لطماتٍ إياه يلطمون. 66 وبينما كان بطرس – الصفا – في الرواق اسفل جاءت احدى جواري رئيس الكهنة؛ 67 ولما رأت بطرس – الصفا – وهو يستدفئ تفرست فيه وقالت: وانت مع يسوع الناصري كنت. 68 اما هو فانكر قائلا: لا علم لي ولا خبر بمن تسمّين؛ وخرج الى الخارج الى الدهليز والديك صاح. 69 والجارية رأته ايضا فجعلت تقول للحضور: إنما هذا إنما منهم. 70 أمّا هو فأيضا كان ينكر. وبعد هنيهة ايضا كان الحضور يقولون لبطرس – الصفا – : بالحقيقة انك منهم؛ فإنك جليلي انت، [ولهجتك تشبه لهجتهم.] 71 اما هو فطفق يتبرأ منه ويحلف أن لا علم لي بالانسان هذا الذي في شأنه تقولون! وثانية الديك صاح؛ فتذكر بطرس – الصفا – القول الذي قال له يسوع أن قبل ان الديك يصيح مرتين، تنكرني ثلاثا، فاندفع يبكي.
الفصل الخامس عشر
1 وللوقت في الصباح ائتمر رؤساء الكهنة مع المشيخة والكتبة وكل المجلس الأعلى واوثقوا يسوع فرفعوه الى بيلاطس. 2 فسأله بيلاطس: أأنت ملك اليهود؟ فأجاب وقال له: انت القائل.
3 وكان رؤساء الكهنة يشكونه كثيرا. 4 فبيلاطس ايضا سأله، قائلا: أما تجيب بشيء البتة؟ انظر! بكم يتهمونك! 5 واما يسوع فما أجاب بشيء البتة، حتى تعجّب بيلاطس. 6 وفي خلال كل عيد كان يطلق لهم سجينا واحدا ايّا سألوا؛ 7 وكان المقول له برأبّا موثقا مع رفقائه اهل الفتنة، الذين في فتنتهم القتل ارتكبوا. 8 فزعّق الجمع وجعلوا يسألونه ما كان دائما يصنع لهم. 9 اما بيلاطس فاجابهم قائلا: هل تشاؤون ان اطلق لكم ملك اليهود؟ 10 فانه كان يعرف انه حسدا كان رؤساء الكهنة قد اسلموه. 11 اما رؤساء الكهنة فهيّجوا الجمع ليطلق لهم برأبّا مؤثرا اياه. 12 اما بيلاطس فأجاب ايضا وقال لهم: فماذا تشاؤون ان افعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟ 13 اما هم فايضا صرخوا أن اصلبه! 14 فبيلاطس كان يقول لهم: فأيَّ سوء عمل؟ اما هم فاستمروا صراخا ان: اصلبه! 15 واما بيلاطس فاذ كان يرغب في ان يعمل ما يرضي الجمع، اطلق لهم برأبا، واسلم يسوع الى الجلد ليصلب.
16 والعسكر ساقوه الى داخل المجلس الذي هو دار الحكم وجمّعوا كل الفرقة؛ 17 وألبسوه برفيرا، وضفروا اكليلا من شوك، وألبسوه اياه وجعلوا يحيونه: سلام يا ملك اليهود! 19 وكانوا يضربون رأسه بقصبة، ويبزقون عليه، ويجثون على ركبهم سجودا له.
20 وبعدما سخروا به خلعوا عنه البرفير والبسوه خاصَّ ثيابه، وخرجوا به لكي يصلبوه.
21 وسخَّروا واحدا عابرا، هو شمعون القروي وقد كان آتيا من الضيعة، وهو ابو اسكندر وروفس، في ان يحمل صليبه. 22 وبلغوا الى موضع جلجثة، اي موضع الجمجمة. 23 فكانوا يعطونه خمرا مُسَوَّيا بمر ليشربها، فلم يتناولها. 24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها في ما يجب ان يأخذ كل منهم. 25 وكانت الساعة الثالثة، اذ صلبوه. 26 وكان عنوان تهمته مكتوبا: ملك اليهود. 27 ومعه صلبوا لصين، واحدا عن ميامنه وواحدا عن مياسره. [28 فتمت الكتابة القائلة: ومع الأثمة قد احصي.]
29 والمجتازون كانوا يتهكمون به هازين رؤوسهم، وقائلين: آهاً! يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام! 30 خلص نفسك، [و]انزل عن الصليب. 31 وكذلك رؤساء الكهنة ايضا، فانهم وهم مستهزئون بعضهم مع بعض ومع الكتبة كانوا يقولون: آخرين خلص، اما نفسه فلا يستطيع ان يخلص! 32 المسيح ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب، فنرى ونؤمن. والمصلوبان معه كانا يعيرانه.
33 ولما بلغت الساعة السادسة الظلمة طبقت كل الارض الى الساعة التاسعة؛ 34 وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت جهير قائلا: ايلي! ايلي! لما شبقتاني؟ أي “الهي! الهي! لِمَ عنّي تخليت” 35 وبعض الحضور لما سمعوا كانوا يقولون: ها انه ايليا ينادي! 36 فجرى واحد، فملأ اسفنجة من الخلّ، ووضعها على قصبة، وكان يسقيه، قائلا: دعوه! لنرى هل يأتي ايليا لينزله!
37 وجهر يسوع بصوت جهير فأفاظ نَفَسه. 38 وإذ حجاب الهيكل انشطر فلقين، من اعلاه الى اسفله. 39 فلما رأى قائد المئة القائم [قريبا] تجاهه، انه صرخ مثل هذا الصوت وافاظ نَفَسَه قال: بالحقيقة ان الانسان هذا ابن اله كان! 40 وكانت نساء ايضا من بعيد يشاهدن، بينهنّ كانت مريم المجدلية، ومريم ام يعقوب الصغير ويوسي وسالومة؛ 41 اولئك اللواتي لما كان ايضا في الجليل كن يتّبعنه ويخدمنه، وغيرهنّ كثيرات قد صعدن معه الى اورشليم.
42 ولما بلغ المساء، اذ كان التجهيز، يعني أمس السبت، 43 جاء يوسف الذي من الرامة، وهو مشير نبيل كان ايضا مترجيا ملكوت الله، فاجترأ ودخل على بيلاطس وسأله جثمان يسوع.
44 اما بيلاطس فتردد في كونه قد مات في الحال؛ فاستدعى قائد المئة وسأله: أمنذ زمان مات؟ 45 ولما عرف من قائد المئة، وهب الجثمان ليوسف. 46 فاشترى هذا كتانا، وانزله ولفه بالكتان، ووضعه في ضريح، كان منحوتا من صخرة ودحرج حجرا على باب الضريح.
47 ومريم المجدلية ومريم ام يوسي كانتا تشاهدان اين وضع.
الفصل السادس عشر
1 وإذ مضى السبت، اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين فيدهنَّه.
2 وفي غلس اول الأسبوع وافين الضريح. وعند شروق الشمس 30 وبينما كن يتناجين: من ترى يدحرج لنا الحجر عن باب الضريح؟ 4 وتطلعن فشاهدن انه قد دُحرج الحجر، وقد كان عظيما جدا. 5 ولما دخلن الضريح، رأين شابا جالسا في الميامن ومتسربلا بجلباب ابيض، فدهِشْن.
6 فقال لهن: لا تدهَشن! انكنّ يسوع تطلبن، الناصريَّ المصلوب؛ لقد قام! ليس هو هنا! ها الموضع الذي وضعوه فيه! 7 بل [الآن] اذهبن وقلن لتلامذته ولبطرس – الصفا – انه يسبقكم الى الجليل؛ هناك إياه تنظرون، كما قال لكم. 8 وخرجن سريعا فهربن من الضريح، وقد أخذتهن الرعدة والدهش؛ ولأحد شيئا لم يقلن، لأنهن كن خائفات.
9 وبعدما قام باكرا في أول الأسبوع، ظهر أولا لمريم المجدلية، التي منها كان قد أخرج سبعة شياطين. 10 فتلك انطلقت وأخبرت الذين معه كانوا، وهم ينوحون ويبكون. 11 فأولئك لما سمعوا انه حي وانها اياه شاهدت لم يصدقوا. 12 ثم بعد هذا ظهر في صورة اخرى لإثنين منهم يمشيان منطلقين الى ضيعة. 13 فهذان ذهبا واخبرا الباقين، ولا هذين صدقوا. 14 وبعدُ ظهر للإثني عشر انفسهم ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم الذين شاهدوه قد قام لم يصدقوا؛
15 وقال لهم: انطلقوا الى العالم اجمع، واكرزوا بالبشارة لكل الخليقة؛ 16 فمن آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يُدَن. 17 والآيات هذه المؤمنين تتبع: باسمي شياطين يخرجون، وبألسنة جديدة يتكلمون، 18 وحيات يحملون، وشيئا مميتا اذا شربوا فأبدا إياهم لا يضر، وعلى مرضى الأيدي يضعون فيتعافون.
19 اما الرب فبعد ان كلمهم، رفع الى السماء وجلس عن ميامن الله. 20 وأما اولئك فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ، والكلمة يثبت بالآيات التابعة. آمين.